الامام على بن الحسين {على زين العابدين}
الامام على بن الحسين {على زين العابدين}
-------------------------------------------------------------على بن الحسين [على زين العابدين ]
نسبه هو الإمام علي بن الحسين بن امير المؤمنين على أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
أمه: شاه زنان (وقيل: شهربانو) بنت يزدجرد بن شهريار بن شيريه بن لارى، وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي:
وإن غــلاماً بين لاـــرى وهاشــــم
لأكــرم مــن نيـــطت علـيه التمائم
وكذلك قال عنه الفرزدق شاعر العرب الأكبر ممن غمرته قيم الإمام زين العابدين (عليه السلام) وآمن بسمو ذاته وقداسته، وقد انبرى في رائعته الخالدة التي ارتجلها للإشادة بمواهب الإمام وسائر نزعاته وصفاته، وذلك حينما أنكر الطاغية هشام معرفته أمام أهل الشام لئلا يفتتنوا بمعرفته، فعرفه الفرزدق لهم بقوله:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبــــيت يعرفه والحل والحرم
هـــــــذا ابن خير عباد الله كلهم هـــذا التقي النقي الطاهر العلم
إذ رأتـــــه قــــريش قال قائلها إلى مكـــــارم هـذا ينـتهي الكرم
____________________________________________________________________
جده: أمير المؤمنين (عليه السلام).
أبوه: الحسين الشهيد
أمه: شاه زنان ـ أي ملكة النساء ـ بنت يزدجرد بن شهريار بن لارى، ملك الفرس، سماها أمير المؤمنين (عليه السلام) مريم وقيل: فاطمة وكانت تدعى سيدة النساء.
إخوته: علي الأكبر، عبد الله الرضيع ـ الشهيدان في كربلاء ـ جعفر(1).
أخواته: سكينة، فاطمة، رقية
ولادته: ولد في المدينة يوم الجمعة خامس شعبان سنة 38
كنيته: أبو محمد
ألقابه: زين العابدين، سيد الساجدين، سيد العابدين، الزكي، الأمين، ذو الثفنات.
أشهر زوجاته: فاطمة بنت الإمام الحسن السبط.
أولاده: محمد أبو جعفر الباقر (عليه السلام) عبد الله، الحسن، الحسين، زيد، عمر، الحسين الأصغر، عبد الرحمن، سليمان، علي محمد الأصغر.
بناته: خديجة، أم كلثوم، فاطمة، علية
نقش خاتمه: وما توفيقي إلا بالله.
شاعره: الفرزدق، كثير عزة
شهد مأساة كربلاء، وواكب مسير العائلة بعد الفاجعة إلى الكوفة، ومنها إلى الشام.
بوابه: أبو جبلة، أبو خالد الكابلي، يحيى المطعمي
كانت إقامته (عليه السلام) في المدينة، وكان فيها المفزع للمهمات، يفيض على الأمة علماً وسخاءاً.
إمامته: عاش بعد أبيه الحسين (عليه السلام) أربعاً وثلاثين سنة، وهي مدة إمامته (عليه السلام).
ملوك عصره: يزيد بن معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، الوليد بن عبد الملك.
آثاره: الصحيفة السجادية، رسالة الحقوق.
سمه الوليد بن عبد الملك بن مروان.
وفاته:وتوفي في الخامس والعشرين من المحرم سنة 95
قبره: دفن في البقيع مع عمه الحسن (عليه السلام).
هدم قبر: في الثامن من شوال سنة 1344هـ هدم الوهابيون قبره، وقبور بقية الأئمة (عليهم السلام).
____________________________________________________________________
ليس في تاريخ هذا الشرق، الذي هو مهد النبوات من يضارع الإمام زين العابدين (رضى الله عنه) في ورعه وتقواه، وشدة إنابته إلى الله، اللهم إلا آباؤه الذين أضاءوا الحياة الفكرية بنور التوحيد، وواقع الإيمان.
لقد حكت سيرة هذا الإمام العظيم سيرة الأنبياء والمرسلين، وشابههم بجميع ذاتياتهم، واتجاهاتهم، فهو كالمسيح في زهده وإنابته إلى الله، وكالنبي أيوب في بلواه وصبره، وكالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في صدق عزيمته وسمو أخلاقه، فهو زين العابدين ولم يُمنح لأحد هذا اللقب سواه.
وبرز الإمام زين العابدين (رضى الله عنه) على مسرح الحياة الإسلامية كألمع سياسي إسلامي عرفه التاريخ، فقد استطاع بمهارة فائقة أن ينهض بمهام الإمامة وإدامة نهضة أبوه الإمام الحسين (رضى الله عنه)، برغم ما به من قيد المرض وأسر الأمويين. لقد حقق الإمام هذه الانتصارات الباهرة من خلال خطبتين ألقاها على الجماهير الحاشدة في الكوفة وفي الشام والتي كان لها الأثر البالغ في إيقاظ الأمة وتحريرها من عوامل الخوف والإرهاب.
لقد كان الإمام زين العابدين من أقوى العوامل في تخليد الثورة الحسينية، وتفاعلها مع عواطف المجتمع وأحاسيسه، وذلك بمواقفه الرائعة التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً في دنيا الشجاعة والبطولات، وظل يلقي الأضواء على معالم الثورة الحسينية، ويبث موجاتها على امتداد الزمن والتاريخ. وكان من مظاهر تخليده للثورة الحسينية كثرة بكائه على ما حل بأبيه وأهل بيته وأصحابه من أهوال يوم الطف، وكان لهذا الأسلوب الأثر الكبير في نفوس المسلمين وفي تحرير الإنسان من الظلم والعبودية والطغيان ورفضهما.
وكان للإمام زين العابدين الدور الكبير في إنارة الفكر الإسلامي بشتى أنواع العلوم والمعارف، وقد دعا ناشئة المسلمين إلى الإقبال على طلب العلم، وحثهم عليه، وقد نمت ببركته الشجرة العلمية المباركة التي غرسها جده رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فأقبل الناس بلهفة على طلب العلم ودراسته فكان حقاً من ألمع المؤسسين للكيان العلمي والحضاري في دنيا الإسلام.
أما الثروات الفكرية والعلمية التي أثرت عن الإمام زين العابدين فإنها تمثل الإبداع والانطلاق والتطور، ولم تقتصر على علم خاص، وإنما شملت الكثير من العلوم كعلم الفقه والتفسير وعلم الكلام، والفلسفة وعلوم التربية والاجتماع، وعلم الأخلاق الذي اهتم به الإمام اهتماماً بالغاً، ويعود السبب في ذلك إلى أنه رأى انهيار الأخلاق الإسلامية، وابتعاد الناس عن دينهم من جراء الحكم الأموي الذي حمل معول الهدم على جميع القيم الأخلاقية فانبرى عليه السلام إلى الإصلاح وتهذيب الأخلاق.
إن المثل التي نشرها الإمام السجاد تبهر العقول وتدعو إلى الاعتزاز والفخر لكل مسلم بل لكل إنسان يدين للإنسانية ويخضع لمثلها وقيمها.
ومن الحق أن يقال أن هذا الإمام الملهم العظيم ليس لطائفة خاصة من الناس، ولا لفرقة معينة من الفرق الإسلامية دون غيرها، وإنما هو للناس جميعاً على اختلاف عصورهم، بل وعلى اختلاف أفكارهم وميولهم واتجاهاتهم، فإنه سلام الله عليه يمثل القيم الإنسانية والكرامة الإنسانية، ويمثل كل ما يعتزّ به هذا الإنسان من الكمال والآداب، وسمو الأخلاق وكان المسلمون يرون في سيرة الإمام زين العابدين تجسيداً حياً لقيم الإسلام وامتداداً مشرقاً لجده الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فهو يحكيه في منهجه وسيرته ومآثره وقد ملك القلوب والعواطف بأخلاقه الرفيعة، وكانوا لا يرون غيره أهلاً لقيادتهم الروحية والزمنية، ولهذا عمدوا إلى اغتياله كما اغتالوا غيره من أئمة المسلمين، وأعلام الإسلام من الذين يشكلون خطراً عليهم.
_________________
ابوزياد- عدد الرسائل : 24
العمر : 47
العمل/الترفيه : مغترب
المزاج : نفسى ارجع لحضنها
نقاط : 5790
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 25/03/2009
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى